روائع مختارة | بنك الاستشارات | استشارات ثقافية وفكرية | ما رأيكم بشخص يدعي أنه.. المهدي المنتظر؟

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
روائع مختارة
الصفحة الرئيسية > روائع مختارة > بنك الاستشارات > استشارات ثقافية وفكرية > ما رأيكم بشخص يدعي أنه.. المهدي المنتظر؟


  ما رأيكم بشخص يدعي أنه.. المهدي المنتظر؟
     عدد مرات المشاهدة: 3352        عدد مرات الإرسال: 0

السؤال.. السلام عليكم.. سؤالي عن شخص سوداني يدعي أنه المسيح عيسى بن مريم.

بعث مهديًا لهذه الأمة, والرجل مستند على القرآن والسنة بطريقة لا تجعل مجالًا للشك, وأن هذا زمانه, وغير ذلك فله 30 سنة وهو يردد نفس الكلام, وحبس.

ووجهت له تهمة الردة له ولأتباعه أكثر من سبع مرات, وفي كل مرة يخرج وهو على رأيه, له سلسلة من المنشورات على الإنترنت "سلسلة منشورات المسيح المهدي المحمدي".


أرجو الاطلاع عليها ثم الرد, وهل لي اتباعه بعد تأكدي؟


وشكرًا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم

الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته, وبعد:


الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله, وعلى آله وصحابته ومن والاه.


نرحب بك - ابننا الكريم - في موقعك، ونسأل الله تبارك وتعالى أن يسهل أمرك، وأن يرزقك الهداية والثبات والسداد، هو ولي ذلك والقادر عليه.


وأرجو أن أقول لك حرفًا واحدًا وقولًا واحدًا بأن هذا ما هو إلا دجال من الدجالين, وأحد الكذّابين، وحاشا عيسى ابن مريم – عليه وعلى نبينا صلواتُ الله وسلامه – أن يكون بأمثال هؤلاء, ويأتي بهذه الطريقة، فإن مجيء عيسى – عليه وعلى نبينا صلوات الله وسلامه – لا يكون إلا في آخر الزمان بعد مجيء المسيح الدجال، وفي زمان تكثر فيه الفتن، والعلماء على أن علامات الساعة الصغرى لم تنتهِ بعد، فكيف ونزول عيسى – عليه السلام - من العلامات الكبرى بين يدي الساعة, وبين يدي قيام القيامة، وأيام تلك الفتن الكبرى.


ولذلك ينبغي ألا تستمع لمثل هؤلاء المجانين، وهؤلاء الذين يتكلمون بهذه الطريقة، وقد قابلنا أشكالًا وأصنافًا من أمثال هؤلاء، والإنسان يُشفق عليهم، وإذا كان قد وجهت له أحكام وسجن فأنت ما عليك إلا أن تلتزم بالأحكام التي جاء بها القضاء الشرعي والتهم التي وُجّهت له.


وأتباعه لا عبرة بهم؛ لأن الناس يمكن أن يتبعوا كل ناعق في زمان قلَّ فيه العلم, وفشا فيه الجهل، ولعل من أول نظرة لمواصفات هذا الرجل فإنه يختلف كثيرًا عن المسيح في شكله, وهيئته, ولونه, وشعره, ومكان نزوله, ومكان ظهوره، ولا تكاد توجد فيه علامة واحدة من علامات المسيح عيسى ابن مريم – عليه وعلى نبينا صلاة الله وسلامه – ولا من حيث المكان الذي سينزل فيه، ولا الكيفية التي سينزل بها، ولا وضع الأمة في ذلك الوقت، كل هذه الأشياء لا وجود لها أصلًا في ذلك الدجال الكذاب، فكيف تصدقوه! وكيف يوجد من يتبع هذا المخرف! هذا لأن الناس بعدوا عن العلم الشرعي، ولأن العلماء أيضًا قصروا في بيان هذه الأمور.


لذلك ينبغي أن يكون الأمر واضحًا، وهذا الرجل مثله ما ينبغي أن يعبأ له، وهذا لا يعد أصلًا من العقلاء، ولكن يؤسفنا أن نقول: إنه حتى للمجانين أتباع يسيرون خلفهم، ولا يغرك ما يُكتب في الإنترنت, وما يأتي به من كلام، فإن هذا لا ينطلي إلا على جاهل، ولا ينطلي إلا على إنسان لا يعرف أحكام هذه الشريعة.


ولذلك نحن ندعوكم إلى أن تقبلوا على العلماء، وتسألوا من حضركم من المشايخ الفضلاء عن هذه المسألة، وتستمعوا إليهم، وتطالبوهم بأن يحدثوكم عن نزول عيسى – عليه وعلى نبينا صلاة الله وسلامه – وعن صفاته وعن الكيفية التي سينزل بها، والمكان الذي سينزل فيه، والمهمة التي سيؤديها، وكل ذلك لا علاقة له بما يحدث في بلد إفريقي، فهو بعيد جدًّا عن مكان نزول المسيح عيسى ابن مريم – عليه وعلى نبينا صلاة الله وسلامه –.


والمسيح لا يدعي ولا يقول أنا المسيح فاتبعوني، وإنما هي علامة ظاهرة واضحة، والأمة تنتظرها في ذلك الوقت، ولن يكون له أتباع، بل هو تبع للنبي - عليه صلوات الله وسلامه – ويصلي خلف رجل من هذه الأمة، ويحكم الناس بشريعة النبي - عليه الصلاة والسلام – ويكسر الصليب، وهذا النبي - عليه صلوات الله وسلامه – حظنا من الأنبياء – عليهم صلوات الله وسلامه – فعيسى – عليه وعلى نبينا صلاة الله وسلامه – عندما ينزل لن يدعو ليكون له أتباع، بل سيجد أتباع النبي - صلى الله عليه وسلم – وهو سيكون واحدًا منهم، يصلي خلف إمامهم، ثم يقوم بمهمته في قتل المسيخ الدجال (مسيح الضلالة) الذي سيذوب عندما يرى مسيح الهدى، فأين المسيح الدجال الذي ذاب أمام المسيح المزعوم! وأين ذلك النزول على أجنحة الملائكة! وأين تلك الهيئة الجميلة لنبي الله عيسى – عليه وعلى نبينا صلاة الله وسلامه - ؟!


فأرجو أن تحكموا عقولكم، وأن تبتعدوا عن مثل هذه الدعاوى، ونتمنى من الجهات المسئولة ألا يرى مثل هذا الرجل الشمس حتى لا يكون سببًا في إضلال الناس؛ لأن الناس بكل أسف فيهم ضعاف، وفيهم من يصدّق، وفيهم من تدخل عليه هذه المعلومات الباطلة إلى العقل؛ لأن العقل خاوٍ، ولأن القلق خالٍ، وهي أفكار ضعيفة, لكنها تصادف قلوبًا خاوية فتتمكن منها.


فنحن نشكر لك هذا التواصل, وندعوك للعودة لتعلم العلم الشرعي، وأيضًا لا تتأكد ولا تبحث؛ لأن المسألة من أصلها لا وجود لها, وأنت تقول (هل لي اتباعه) معاذ الله، أرجو أن تُبعد نفسك عن مجرد التفكير في هذا، وليس هناك مجال لأن تتأكد؛ لأن هذا إفك وافتراء وكذب ومحال، ولا يصدق بهذا مهما فعل في النت، والنت هذا يستطيع أي إنسان أن يكتب فيه، ويستطيع أي إنسان أن يزوق الكلام ويأتي بالحجج.


نبي الله عيسى عندما ينزل لا يستطيع إنسان أن يسجنه، فهو مؤيد من الله تعالى، حتى الدجال الذي يملأ الدنيا شرًّا يذوب كما يذوب الثلج عندما يرى نبي الله عيسى - عليه وعلى صلوات الله وسلامه – فأين هذا من هذا المزعوم الضعيف الذي يُسجن, ويعاقب, ويُتهم, ويطارد من نبي الله عيسى الذي سينزل مؤيدًا على أجنحة الملائكة الكرام – عليه وعلى نبينا صلاة الله وسلامه - .


أرجو أن تحكموا عقولكم، وأرجو أن تكونوا عونًا للشباب، ونحن نتمنى أن تطلب العلم الشرعي خاصة في هذه المسألة، ثم جنّد نفسك لتبين لهم ضلال هذا الضال.


ونسأل الله تبارك وتعالى أن يرد شباب المسلمين إلى الصواب والسداد والرشاد.

الكاتب: د. أحمد الفرجابي

المصدر: موقع الشبكة الإسلامية